Wednesday, March 5, 2014

مناجاة ..

نطوف ونطوف ونطوف في دنيا مليئة تأخذك من طريق الى طريق 
تخبط يتلوه تخبط فتخبط .. ثم وقفات مع النفس ثم سجدة شكر لله فمتابعة لطريق جديد 
فتخبط وتخبط وتخبط 
وهكذا هو حال الحياة في كل يوم يعيشه الانسان 

محاولات متعددة في ان تجد طريقاً ما .. 
اشعر في اعماقي بخيبة امل كبيرة حقاً .. لا اعرف لم يعتريني هذا الاحساس هذه الايام دوماً 

ابلغ من عمري اليوم ما يقارب الاربعة وعشرين عاماً  لا جديد فيها لم يصب مجرى حياتي حيود .. هو مجرى من يوم ولدت عشوائياً هو غير واضح هو ..

اذكر يوم دخولي كلية الهندسة بجامعة القاهرة .. اعددت لنفسي ورقة صغيرة بها المسار الذي "اراه من وجهة نظري" الأمثل لي ولحياتي
كنت ابلغ حينها 16 عاماً .. الاصغر بين اقراني 
اجل .. دخلت مدرستي مبكراً وهكذا ارتقيت في سلم التعليم حتى وصلت الى هذا المكان وقد وجدت الجميع يفوقونني عمراً .. عقلاً .. اتزاناً 
كنت ارى انني سأتخرج من الكلية ابن الواحد والعشرين من العمر 
سأكون نفسي في خلال السنوات الثلاث 
وأكون متزوجاً في سن الرابعة والعشرين 

يال العجب .. انا اليوم شارفت على اتمام الوقت المطلوب ولم اتزوج بعد !! 
كنت امزح ... 
لقد شارفت على اتمام الوقت المطلوب ويال العجب .. لم اتخرج من كليتي العظيمة بعد 
مكثت فيها اعواماً تزيد عن المفروض ان امكثه بلا داعي .. فقط استفاق ضميري متأخراً كثيراً 

لا زلت ابحث عن بصيص الأمل الذي يلوح في مكان ما .. 
بحثت عن عمل في كل مكان ممكن .. 
رحت هنا وهناك وهناك الذي هو بعد الهناك .. فلا جدوى .. اتخرج الاول وتعالى وهتدور برضه ! 

وهنا اكتشفت خاطرة ما .. يبدو انني لا الجأ له الا في هذه الظروف .. ! 
لا لطمعي في عظمة فضله واحساسي بها ! انا دون ذلك بكثير .. 
فقط هروب الانسان الذي يبحث عن رغد العيش الى قوة عليا يراها في عقله رامياً همومه عليها .. وبالطبع ستكون النتيجة لا جدوى .. 

لا اعرف كيف يقوم هؤلاء العجيبون من اهل الأرض بالتضرع هكذا .. بالاحساس هكذا .. بتلك القوة واليقين في رب العباد ان يجيب دعائهم 
لم حاولت كثيراً وفشلت ؟ لم حاولت وكسلت وانتهى بي المطاف افعل اللاشئ واقول في سرائي ستفرج باذن الله ! يا سلام ! 

بيد انك يا عالماً بالغيوب تعلم بفقر حالي وابتئاسي بين يديك ..
لا اريد شيئاً .. جل ما اريده منك هذه المرة .. ان تعلمني كيف اكون معك .. 
كيف احبك 
كيف احب رسولك واصحابه 
كيف افرغ محتوى حياتهم في حياتي ..
قرأت كثيراً .. ونسيت كل ما قرأت 
كتبت ملاحظات حتى لا انسى .. لكنني لم اعد للملاحظات التي كتبتها يوماً .. لا يعلم احد بما افعل .. اعلم انني لست مرائي الناس ولله الحمد ! "في حاجة عدلة"! 
لكنك تعلم انني فعلت .. لم لا اجدر الراحة التي يجدون 

قرأت واستمعت وكتبت وكتبت .. شعرت احياناً بالحنين الى سيرهم .. الى حيتاهم 
لكن ما تلبث ان تعود الدنيا بي ادراج الرياح الى نقطة الصفر التي بدأت منها 
اشعر بالتعب من ضلال الطريق هذا .. 
فقط لو انني اعرف سبباً واحداً يفسر لي لماذا لا اشعر ! 

يا الله ضاقت السبل فلا يوجد سبيل اخر .. واعلم ان لديك سبيلاً .. علمني كيف اسلكه 
فانا ان تعلمت كيف اسلكه اصبحت افضل .. اعرف ذلك .. او ربما لا اعرف لكنني احلم ان يكون هذا هو الصحيح 
انت الصحيح ولا صحيح سواك 
انت الحق ولا حق سواك
انت الرحيم ولا رحيم سواك
انت العدل ولا عدل سواك 

ارءف بحال عبد فقير اليك .. علمه كيف يعرفك 
يارب يا من قلت "فاذا سألك عبادي عني فاني قريب .. اجيب دعوة الداع اذا دعان" 
ثم طلبت ان يستجيبوا لك ويؤمنوا بك 
ما معناهما ! كيف افعلهما ! 
اعرف ان الايمان هو ان اؤمن بك وبرسولك وباليوم الاخر وبالقدر .. كيف يتحقق الايمان ! اعرف يقيناً تريبت عليه ان كل هذه الاشياء موجودة .. لكن كيف !! كيف !! 

غير انك تعلم ايضاً ان هناك من ارتبطت حياتي بحياتهم وحياتهم بحياتي .. وتعلم خوفي منك فيهم .. 
تعلم انهم هم حياتي واملي وهدوء قلبي وراحة روحي وبالي .. 
اللهم فازرع في قلبي الثبات .. وارزقني من لدنك خيراً .. واكرمني فيهم وبارك لي في قلوبهم وارواحهم وسرائرهم واخلاقهم وحياتهم 
والهمني معهم الخير وثبت قلوبنا على طاعتك وخشيتك واجعل حياتنا معاً خالصة لك دون شوائب الدنيا .. 

يا سامع كل دعوة وكل شكوى وكل ضائقة نفس .. 
ارشدني كي لا اضل من بعد طريقك ابداً 
 تعلم انني قد ارهقتني المسافات 
وتعلم ان هذا الارهاق لا يساوي شيئاً واعلم انا بما يراه غيري .. غير ان النفس ضعيفة لوامة .. 
لكنها قبس من لدنك فثبتها لتتحمل ولترتقي اليك شجاعة مقبلة غير خائفة ولا مدبرة 
اللهم الهمني قوة النفس على سلوك طريقك 
وساعدني ببعض طاقة اكسبها لروحي فلا ترتد من بعد الولوج اليك ابداً 

وكيف ترتد وقد استشعرت فيض رحمتك عليها ؟ 

لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة الا بك .. 
اللهم انت ربي .. لا اله الا انت .. خلقتني .. وانا عبدك .. وانا على عهدك .. ووعدك .. ما استطعت .. اعوذ بك من شر ما صنعت .. ابوء لك بنعمتك علي .. وابوء بذنبي .. فاغفر لي .. فانه لا يغفر الذنوب الا انت
 

No comments:

Post a Comment