Wednesday, February 5, 2014

رسالة من مهزوم ..

على خلاف الايام هذه المرة شعرت بوقع اقدامك راحلة .. 
لا ادري الى اين قد يكون الرحيل .. لم تتركي رسالة .. لم تتركي اثراً 
اغلقتي الباب خلفي وها انا جالس في عتمة هذا المكان .. اشعر بتسارع انفاسي ذاك من وقع الصعود الى هنا 
 لم تنتظم انفاسي بعد .. 

الحياة اصبحت ضرباً من ضروب الاسى المتراكب دوماً .. انه احتجاج الروح دوماً ولم لا تحتج وقد رأت زهرة حياتها تذبل ببطء 
 هذه المرة يشعر ببطء الذبول .. 
كل مرة اخرى كانت قاسية سريعة صادمة لا تلبث الا ان تنقشع سريعاً 

هناك صوت محمد محسن يلوح في الافق مغنياً تلك الاغنية القديمة للشيخ امام يقول " .. وان غبت سنة انا برضو انا لا اقدر انساك ولا ليا غنى ولا اتوب عن حبك انا "
يالك من احمق وغد ! تطارد ولا زلت تطارد سراباً يأتي في الافق محملاً بعبير ابتسامتها وصورتها النقية تلك لكنه ما يلبث الا ان يرحل سريعاً 
فيتركك حزيناً .. هكذا صامتاً لا تملك الحيلى لأمرك .. 
لا زال الرجل يردد ".. وان كان امل العشاق القرب انا املي في حبك هو الحب" 
 انه محق ! ياله من محق وغد ..! 

تحاول ما استطعت من قوة مطاردة الطيف .. تحاول مرة بعد مرة .. الطيف ليس هنا ! لا تقتنع انه ليس انت تؤمن بوجود شئ ما .

ذلك الادعاء داخلك بان شيئاً سيحدث .. بان ذاك السراب جميل .. ربما هو ليس سراباً .. يكبل يديك الى عنقك لا تستطيع منه خلاصاً 
تود لو اقنعت روحك للحظة بان .. الا يكفي كل ما انت فيه الان ؟ ماذا تريد بعد ؟ ما الحل الذي قد تراه عادلاً حتى تقتنع ان الكل قد وصل الى اخره .. الى قمته .. الى نهايته ! 
لماذا تقول الكلام وتنفيه وتعكسه 
لماذا انت متردد لست قاطعاً حاسماً كما هي ! 

تقول .. نعم هي محقة قد عانت الامرين يكفيها ما فيها لقد اصدقتك كل شئ .. ثم ما تلبث ان تعود من جديد اول ما تشعر انها صدقت ما تقول فتقول "بس ..." !
احمق ! 

قالت لك كثيراً انها النهاية .. ان الواقع يجب ان يكون فتقول حسناً انت محقة 
ثم بعدها بنصف ساعة !! نصف ساعة يا مؤمن تلتفت الى صورتها فتقول مندفعاً .. بس ده اخر كلام ؟؟ 

لا لست محباً .. لست مخلصاً .. لست فظيعاً .. ما انت الا وغد ضعيف الشخصية لا يقوى على ان يتخذ قراراً واحداً صحيحاً في حياته 
عاجز ان يضبط دفة ايامه .. 
لم يكفه ما ضاع من حياته بعد فينفق المزيد منها باستهتار مدهش املاً ان يصل الى سراب كان يراه واحة دوماً ..

حتى انه يكتب هذه الكلمات في هذه اللحظة ويخالجه بجانب الحزن شعور من الحنين الجارف .. 
يكتب ويكتب 
ثم يتنازل في اخر سطرين عن ما اراد .. بالله عليكم ما علاج هكذا شخص !! 

رحم الله غسان كنفاني .. 

سألتني يوماً .. الا تكتب لي ؟ 
ربما اجيب انني لهذا السبب اوجدت هذه المدونة المليئة بتراب الغربة كروح صاحبها .. تحمل غضبي واحزاني وكلماتي التي لن تصل وحدها دون ان يعرف احد 
اتودين ان ترينها ؟ .. نبشي جيداً عن غبار الروح فان دخل الضياء الى هذا المكان .. ربما .. ربما يومها تجدين مبتغاك 

 بقي في هذه القصة فصل اخير .. لكن يوم كتابته ليس في هذه الساعات .. لكنه قريب .. 
يد الله تعمل في خفاء ..  

No comments:

Post a Comment