Monday, December 30, 2013

الباحثون عن فرج الله "علاقات انسانية"

عرفنا ان اقدارنا مكتوبة منذ الازل .. كلانسان قد كتب له رزقه .. ما سيراه من خير وشر .. مصيره ومصير قوته ومصير عائلته ونسله الى يوم الدين .. كل شئ في كتاب محفوظ قد رفعت الاقلام عنه وجفت الصحف .. 

وهنا يأتي ذلك السؤال المطلق الذي يراود عقولنا باستمرار .. أأنا مخير ام مسير ؟ ان كان كل الامور قد سجلت منذ الزمن .. لماذا انا هنا ؟ ولم العذاب اذاً .. 
ويكون الرد انك لست مسيراً في كل شئ .. نعم كل افعالك قد كتبت عليك .. لكنك انت تملك ارادة تغيير حياتك بنفسك 
انت لا تتحكم في ميعاد ميلادك وتاريخ وفاتك .. لا تتحكم في ابتلاءاتك في الحياة .. فقط انت تتعاطى معها 

دعنا نأخذ مثالاً .. انت دخلت امتحان الثانوية العامة وفي داخل الامتحان قمت بطريقة ما بالغش وحصلت على الاجابات الكاملة والدرجات العليا فدخلت كلية الهندسة المرموقة مثلاً 

حسناً .. قد كتب لك الله منذ بادئ حياتك انك ستدخل كلية الهندسة .. بمجهودك ام بالغش ؟ هو اختيارك انت .. كان هذا امتحاناً لايمانك في الحياة وقد رسبت تواً ..
قس على ذلك مجريات حياتك كلها .. انت مكتوب لك ان تشغل الوظيفة الفلانية .. هل شغلتها بالواسطة وحرمت مؤهلاً منها ؟ ام انك وصلت لها بقوة ايمانك وعملك ؟؟ انت من يقرر .. وعليه يقول الله تعالى .. " .. يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات" .. انت تتحكم وحدك في الدرجات .. فكن دوماً على حذر 

حسناً لندخل الى صلب الموضوع وكفانا مقدمات ..

يعاني المرء دوماً من تقلبات قلبه فيدعو لان الدعاء كما تعلمنا يغير القدر .. وانا واقع في تلك الحيرة الازلية اليوم 
تلك الابتلاءات التي لولاها ما فكرت وما بحثت عن معنى وهدف لما انا فيه .. 

اراد الله لي ان يتعلق قلبي بامرأة هي ملكة هذا العالم اجمع .. هي البدر في سمائه والدر الخالدات في اعمق بحوره .. هي جنتي في الدنيا وانسي الذي لم اتمكن يوماً من ان اظفر به
هي من كانت وما زالت سر سعادتي وفرحي وحزني والمي في ان واحد 

لطالما لم اتمكن من الوصول ولطالما طالبت الله ان يساعدني في ذلك .. اردت تلك الطاقة السحرية ان تنتشلني من وضع الى وضع .. ان تنتقل بي من العذاب الى الراحة
ان اقف هكذا فادعو فيستجيب الله فارتاح .. فقط .. لكن هذا لم يحدث ابداً ! لا زلت ارى ذلك الالم المضني في الابعتاد عنها موجوداً داخلي ينغص علي يومي 
ذلك التفكير الذي لا ينقطع وسرب الافكار المليئة بالشجن .. ايتها الفاتنة ! 

بالامس فقط فطنت الى امر ما ربما اشعر فيه بعض المنطق .. وربما يكون صحيحاً وربما يكون خاطئاً قيم انت الامور بمنظورك العقلي وابحث في الامر وقرر عن نفسك لن اتحمل مسؤولية احد ..

ان دعم الله لقلبك لا يكون بان تشعر فجأة بان حياتك اصبحت رائعة .. ان الله اذا اراد ان يهديك الى امر ما فتح الطريق اليك واراك اياه بام عينيك وترك لك ذاك الاختيار الصعب .. في ان تسلك هذا الطريق او تظل كما انت فما ان يكتمل اتصالك به يريك طريقاً اخر في الامام
وهكذا ما زال الله يشير الى قلبك بالطريق .. وما زلت انت تتابع السير 

كان عمر بن الخطاب في ظل حكمه خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين الصحابة كثيراً وفي يوم من الايام مر به غلام يافع فسأله يا امير المؤمنين .. اكنتم تعبدون هذه الاصنام حقاً وتأكلونها .. 
كان الفتى مندهشاً على سلوك العرب في الجاهلية اذ يصنعون الهة من العجوة ثم يأكلونها اذا جاعوا .. كان هذا ما فعله عمر بن الخطاب فعلاً 
ويستطرد الفتى الم يكن لكم عقل ؟ 
فرد عليه امير المؤمنين عمر بن الخطاب وقال له يا بني كان لنا عقل ولكن لم يكن لنا هداية ...

فما ان رأى عمر بن الخطاب الهداية .. تمسك بحبل الله فكان امير المؤمنين فاتح العالم ! 

ان الله لا يدخلك في طريق ما .. لا تنسى فقط انك مخير وان الاختيار ليس نعمة كما انت تتصور 
بل انه شر النقم عليك .. انها الامانة الثقيلة التي اشفقت الجبال منها وحملها الانسان .. سبحان الذي يختتم الاية فيقول .. "انه كان ظلوماً جهولاً" ! 

ان حسابك عند الله عز وجل يكمن في الاساس على ما اخترته انت .. ويضاعف عذابك ان كانت ايات الله وصلت الى قلبك "اراك الطريق" ثم سلكت طريقاً اخر .. 

يا ربي ارني الطريق .. واعطني القوة كي امضي 

No comments:

Post a Comment