Saturday, November 16, 2013

الفصل الاخير - خواتيم الامور

كان من المفترض ان يحمل رقم 28 .. لكنه لم يحمله

هل كانت بطاقة التعريف صحيحة لهذة الدرجة ؟ .. لم يكن في خلدي عندما كتبت تلك الكلمات ان تتحقق هكذا بهذا الصدق .. بهذه السرعة .. وبهذه القوة 

اكره النهايات عموماً.. لا اطيق ان كلمات النهاية .. لان الطبيعة نفسها لا تعرف نهاية .. الله لم يخلق خلقاً منتهياً .. حتى موت الانسان ماهو الا محطة مؤقتة لاستمراره اياً كان مصيره حزيناً او سعيداً 

احنق على النهايات بشدة ولا اقبلها ربما لانها لا تكون مريحة .. ربما لانها توحي بان لا شئ جديداً ليكتب 
حتى المتحابون لا يوجد بينهم ما يعرف بالنهايات .. فالمتزوجون يبدءون صفحة جديدة في حياتهم ليكتبوا عنها
والمفترقون كذلك يعيشون ليكتبوا صفحات جديدة تضاف الى خبرات حياتهم .. 
هنالك دوماً ما يكتب .. لا بد ان يضاف الى كل السطور كل يوم سطرجديد 

اكره جداً النهايات لانها دوماً تعلن ان كل ما بني على مدار وقت طويل قابل دائماً لان يعود للصفر اسرع من طرفة عين ..
هكذا الحال مع كل "نهاية" معروفة ..
فنهاية الحرب تنفض الدخان عن مدن هدمة كاملة في ساعات وقد بنيت على مدار شهور وسنين بالدماء والاموال والذكريات والنفوس والضحكات والاحزان .. هكذا انتهى كل شئ فجأة ..

"نهاية" القصص مزعجة دائماً لانك اما تجد نفسك امام نهاية مفتوحة تعيقك على ان تتبين النهاية التي تريد وتبدء انت في ان تسرح بخيالك في النهاية التي تحب .. فاذا فرغت من التفكير اصبت بالملل ..
وربما تكون نهاية من نوع اخر فتسعد لها قليلاً ثم .. القصة انتهت .. كانك كنت تريد لها ان تمتد فصلاً اخر ..
قديماً كنت ارغب ان يستمر الدكتور احمد خالد توفيق في كتابة ما وراء الطبيعة وان يتخطى الكتيب الواحد الالف صفحة .. لا لشئ الا كي لا اقترب من النهاية .. 

افاق اخيراً من الخيال الذي مضى به بعيداً سارحاً في ريحها العطرة التي احبها قلبه .. افاق عليها وهي تبتعد دون مقدمات .. تبتعد وتسطر دموعاً كريستالية على جنبات الطريق تجعل لرحيلها شكلاً خلاباً يتلألأ من بعيد ..
اتذكر كلماتها الاخيرات ؟ 
فاتعبني .. فان استطعت فانا لك .. فان لم تستطع فانتظرني لربما اعود يوماً .. 
 هكذا قالت في خياله الحزين ثم رحلت وهكذا هالة الضوء تنسحب في بطء وتؤدة 

انتظر في مكانك ايها الفاني حتى يأتيك قبس الضياء فتتحرك من مكانك .. انتظر 
انتظر لكن لا تقف ساكناً .. تنفس .. اكتب حتى وان كنت لا ترى .. اكتب فان انوار اعماقك لا تزال مضائة .. اكتب طالما ظل في انفاسك انفاس اخرى جديدة تقول لك انه لا نهاية للحياة فاكتب 
 اكتب .. صدقني سيعني لك ما تكتب الكثير .. انت لست منتهياً ايها الفاني برغم انك فاني 
انت مستمر فلا تفنى وان فنيت ابعادك الخارجية كلها .. لا تفنى 

انتهى الفصل ال 28 ..
وسيكون هناك 29 ... مهما طال الزمن سيكون هناك .. 

No comments:

Post a Comment