Monday, September 22, 2014

ان تركض اسرع ..

عودة للكتابة بعد توقف طال امده .. لم التوقف ولم العودة اذاً ؟ 
الكتابة بالنسبة لي تحمل تعريفاً ثابتاً وهو انني اكتب فقط عندما اكون في حال مزاجية تسمح لي بذلك .. 
لا اكتفي فقط بوجود شئ اكتب عنه .. لا .. يجب ان اكتب وانا مستعد نفسياً لذلك 

لذلك فانا لا اكتب وانا سعيد .. ولا اكتب وانا حزين 

عادة اكتب في حالتين .. ان اكون مكتئباً بصورة تسمح لي بالكتابة او ان اكون متعادلاً تماماً بدون اي ضغوط من اي نوع 

اما الكتابة الروتينية من باب الكتابة فأن هناك في الخارج الالاف الذين اثق انهم يكتبون افضل مني في كل المواضيع العظيمة التي لم تخطر لي يوماً على بال .. فلماذا المجهود اذاً ؟ وترى ماذا قد اقدم انا جديداً للعلم ؟ 
اجد متعة اكبر في قراءة ما يكتبون هم ربما اتعلم جديداً ما ... 

ما علينا ... 

اكتب اليوم والان لانني اشعر بسرعة انفاسي المتلاحقة .. اركض واركض واركض دون تفكير دون حسابات دون وجهة معينة 
فقط ذلك الشعور الرهيب بتكالب الدنيا عليك ..
تطرق الابواب كلها فلا تجد مجيباً 

تتابع الركض فوقوعك الان يعني وقتاً طويلاً قبل النهوض من جديد .. وانا لم اعتد السقوط ابداً 

اكمل الركض دون تفكير .. هكذا . اتعلم ؟ ان كل طاقتك الكامنة تخرج في شد لحظات يأسك 
تصبح اسرع عدائي العالم اذا طاردك كلب ما .. 
تصير الأذكى والاكفأ اذا كان تسليم المهمة بعد ربع ساعة .. 
 هنالك ذلك الشئ القادر على استخراج انقى ما فيك . 

الحكاية تبدأ دوماً عندما تميل السماء رمادية ثم تصير سوداء .. 
تحاول جاهداً مشاركة الجميع فقط لانهم يضيعون الوقت ولا يجعلونك تفكر في ما يحدث معك 
مصدر طاقة لا يستطيع الانعكاس على نفسه 
هكذا لقبوك او كما عهدوك دوماً ... مصدر من مصادر التحفيز المستمر لكنهم لم يمكلوا قط "الذي لا يستطيع فعل المثل مع نفسه" 

وهنا اسال نفسي سؤالاً حيرني كثيراً ... 
هل اشعر بالحب ؟ 
هل احببت احداً ؟ 

تكمن مشكلة علاقاتي دوماً في نقطة اعطائي بلا حدود ... محاولتي ان اكون مثالياً دائماً 
"هتفرحي غصب عنك" 
حتى اصبح الامر بالنسبة لي روتيناً وبالنسبة لغيري صادماً ... 
كيف عساك تستطيع ان تقول كل هذا الكلام المزين ؟ هل في العالم من هم مثاليون هكذا ؟ 

اتذكر تلك المحاضرة التي حضرتها يوماً .. 
كان المحاضر في وسط محاضرته يتحدث عن علاقته بخطيبته فيقول " وبعدين هو الراجل بيدور على ايه يعني ولا احنا بنتجوز ليه ؟ مش عشان خطيبتك كل شوية تتصل بيك تقولك الله عليك يا بيبي يخرب بيت حلاوة اهلك ! "
وبرغم السخرية في الطرح لكن توقفت الدنيا امام عيني لحظة ...

انه اصاب عين الحقيقة والواقع ! اجل ! 
انني احب ككثير من الناس ان اشعر انني مهم عند أحدهم ... 
ان يتصل ... ان يبادر في فعل ما احبه بانانية 
ان ينظر ولو لمرة واحدة فحسب للامور من منظوري .. 
لم اطالب احداً ان يفعل ذلك للأبد لكن غرور نفسي تطالبني بذلك اليس من حقي ان اجد ذلك في شريكة حياتي ؟ 

هنا اجد تفسيراً منطقياً لما افعل ... انني امارس ما اود ان يحدث لي تفصيلاً مع كل الناس 

لكن الواقع امر اخر ... فما تلبث ان تصل خطوط اتصالك بالجميع حتى ينقطعوا هم .. اصلهم هيتصلوا ليه وانت لسه متصل بيهم ؟ 

اصاب بالارهاق فامزق تلك الخطوط تدريجياً ... ويال العجب ... لقد اختفوا 
يمر علي يوم واثنان وثلاثة .... لا احد يتصل ... لا احد مهتم 

وهكذا وهكذا الى النهاية

تصير وحيداً والسلام ... سواءاً كانوا اصدقاءاً او حبيبة ... كلهم يرحلون بلا هوادة وترجع انت مسؤولاً عن نفسك ... تتكلم معها طوال اليوم .. تنزل الى الشارع ... تتمشى ... تتحرك 
لكن يا الله لم يخلق الكون لنحياه هكذا 
يقول تعالى "وخلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" 
لو كان الامر كما يقول بتوع الموارد البشرية .. انت لوحدك ملك دنيتك لما خلقنا شعوباً وقبائل ! 


ياااه لو توقفوا للحظة عن النظر الى متطلباتهم هم ... 
الكل يريد ما يريد
الكل يحذرك من نفسه 
الكل لا يريد التغير
الكل يريدك ان تقبل به هكذا ... هكذا 
الكل يريد ...

اعرف ان هذه كلمات ظالمة لانه لا يجب ان يعامل الكل بفعل الجزء ولكن من يضره هذا على كل حال الكتابة ما هي الا وسيلة لاخراج ما بداخلك 

ولذلك .... سأبعبع !

--------------------------------------------------------------
اتابع الركض ... بلا توقف .. اشعر بنبضات قلبي المتسارعة حتى اشعر به على وشك الخروج من فمي 
اتذكر الحادث الذي اصابني في السعودية والذي اودى بعيني اليسرى 
اذكر انهم بذلوا مجهوداً مضنياً ليقنعونني انني بخير .. وانني طبيعي 

واستمرت الحياة حتى انتهت دراستي بالكلية .. 

هنا فاجئني العالم انني من ذوي الاحتياجات الخاصة ... اجل اعطتني الدولة شهادة مختومة بختم النسر تحمل ذلك المعنى وانا لا استعر منهم والله شهيد على ما بداخلي ... انها فقط صدمة الواقع
ان تشعر ان قرار تعيينك في منصب مرموق سيتم امضاءه الان الى ان يتم اكتشاف ما عندك فيتوقف القلم وينغلق الغطاء 
انه الرعب ... الرعب القاتل الذي يجعل احدهم قادراً على ايقاف مستقبلك لانه يخشى لا على شئ الا ان تصيبه بمكروه ما ... 

احنا اسفين .. مش بنعين ناس زي حالتك :) ! 

يا الهي ! وكل هذه الدراسة وكل هذا الهم ؟ هل كان بيطلع عيني وعين اهلي عشان مش هتعين بحالتي دي 

وها انا ذا ابحث وابحث وابحث واخيراً اجد مكاناً اخر لا يحتاج اوراقاً حكومية مملة فيحدثني عن مرتبي العظيم الذي لا يحلم به اي مهندس اخر وانني ورثت الارض وما عليها ويقول لي بمنتهى الفخر 700 جنيه يا باشمهندس ايه رأيك بقى ؟! 

ردوا عليه انتم ^^ 
--------------------------------------------------------------
اواصل الجري بدون توقف واشعر بخوار قواي .. قدماي تريدانني ان اسقط لكنني اركض اسرع مما كنت اركض 
افتح مشروعاً خاصاً ؟ 

احمد شوف اخوك اتاخر في الشارع ..
اخوك التاني عمل معرفش ايه ..
تباً للمراهقة والمراهقين ! 
ان دور الاخ الاكبر هذا مزعج بحق خاصة لو كان والدك متوفياً 
يا اخي كيف كنت تتحملني في مثل هذه المرحلة السمجة من حياتي ؟ 

احدهم يود بكل قوة ان يعمل في محل بقالة ويشرب السجائر كلما سنحت له فرصة
والاخر يرى في نفسه رجلاً لا يسمح لي او لامي الكلام معه بغلطة ان اخطأ 
وبين هذا وذاك صراعات لا تنتهي ... غالباً احسمها بالنكد والضرب 
قبلاً كنت اتحمل ذلك 
لكنني اليوم اعلنها بصراحة .. انني اتعذب بحق بعد ضرب احد اخوتي اشعر بسوء مبالغ فيه ... لم يعودوا صغاراً ولم يعد في روحي براح يسمح بمزيد من التفاهم 
------------------------------------------------------------------------------------
اكتب اليوم وانا تقريباً في اعتى مراحل اكتئابي ... ارى السماء ضبابية مبهمة ... لا ارى مستقبلاً واضحاً 
تصدع الاية القرانية الكريمة التي يقول فيها عز وجل ... واذا سالك عبادي عني فاني قريب .. اجيب دعوة الداع اذا دعان ..

تصارعني عيناي ... تريدان البكاء ... مع طاقة كبيرة مني لكي لا افعل .. 

صمت 
لا مزيداً من التفكير 
ربما ذلك قد يحل الموقف 
رتب اوراقك 
ومن يتوكل على الله فهو حسب ... ان الله بالغ امره .. قد جعل الله لكل شئ قدراً 


لكنني اجيد الكلام ..... 

No comments:

Post a Comment