Friday, September 27, 2013

وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ..




اية قرانية رائعة .. توحي بالسكينة والطمأنينة وراحة القلب بعد ما ذاق من الناس في دنياه .. 
هكذا .. نزع الله من قلوب المؤمنين وصدورهم اي غل واي حسد .. اي مثقال ذرة من كراهية فباتوا برحمة منه وفضل اخواناً متحابين وهي حياة اهل الجنة .. 

في هذه الفقرة التي اعد ان تكون قصيرة اردت ان اتحدث عن هذه الميزة التي كانت سبباً لدخول صاحبها الجنة بدون حساب .. وهي الا يكون في قلبك غل او كره لاحد ..

لطالما طالعنا متخصصوا التنمية البشرية والذاتية - الذين لسبب ما لا يحبهم بعض الشباب وانا منهم .. لانهم مبالغ فيهم حقاً ! - عن سر راحة النفس التي تصيبك ان نزعت عنك ثوب الكراهية والحقد لاي شخص كائناً من كان وكيفما اذاك طالما هو ليس عدوك الذي يرفع في وجهك السلاح 
وهي خاصية يختص بها الله قلوباً فتجد فيهم من الصفاء والنقاء العجب العجاب ولعلك قد تحسب لوهلة ان مثل هؤلاء حمقى لانهم يسكتون على حقوقهم او سذج لانهم "يضحك عليهم" 
وهو امر غير صحيح .. حيث انهم يعلمون باذيتهم من افعال الناس او السنتهم وهؤلاء يكون بيدهم الثأر لنفسهم او رد الاساءة بالاساءة .. لكنهم فقط اختاروا من الله راحة قلوبهم ومعاملتهم برحمته وان يختص هو بالفصل بين الناس
فكانوا على راحة وهدوء 
دعونا لا نضرب امثالاً من  كتب التنمية البشرية المملة اياها والملئية بافعل ولا تفعل وساحكي لكم قصة رجل عاصر الرسول صلى الله عليه وسلم واختتم بها حديثي 

كان هناك رجل من عامة الناس في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يكن بذي الشأن .
وكان الرسول يوماً جالساً الى اصحابه فقال لهم .. يدخل عليكم الان رجل من اهل الجنة .. فتعجبوا وتلفتوا بعضهم الى بعض واخذوا يتباحثون عن شيم هذا الرجل الذي هو من اهل الجنة كيف يكون ؟ 
فاذ برجل عادي الملبس يدخل المسجد وليس به شئ ما غريب او مختلف ويرحل .. ويتبعه سيدنا عبد الله بن عمر من بعيد محاولاً ان يلتقط ويتحرى لم يدخل هذا الرجل الجنة 
وهكذا امضى سيدنا عبد الله بن عمر يوماً ويومين وثلاثة محاولاً ان يصل الى سر دخول الرجل الجنة فلم يعرف كان الرجل يصلي فروضه على اوقاتها ثم يذهب لممارسة اعماله وهكذا ينام في المساء 

فذهب اليه سيدنا عبد الله بن عمر وسأله أسألك بالله! بم استحققت دخول الجنة, فقد أخبرنا عليه الصلاة والسلام أنك من أهل الجنة؟! قال: لست بكثير صلاة ولا صيام ولا صدقة
 ولكن والله ما نمت ليلة من الليالي وفي صدري غل لأحد أو غش على أحد أو حسد لأحد


اود ان اقول حقاً ارجوكم .. لا تكونوا من حاملي الغل .. لا تكونوا حاسدين .. ولا تخاصموا فتفجروا في الخصام .. 
وتذكروا ان المؤمن لا يقاطع المؤمن اكثر من 3 ! 
ان هذه الاعمال البسيطات جعلت من هذا الرجل "العادي" من اهل الجنة الذين تروى قصصهم حتى اليوم 
فلم لا تكون منهم .. فقط بهذه البساطة ؟ 

No comments:

Post a Comment