كارثة التعليم في مصر - الجزء الاول " عن تقييم افضل الجامعات في العالم"

منذ اسابيع قليلة .. قرأت خبراً يخص جامعة القاهرة ويحمل عنواناً "جامعة القاهرة في التقييم العالمي للجامعات ضمن افضل 500 جامعة" 

بعيداً عن العنوان العظيم وبعيداً عن انه عندما تتأكد تجد ان الخبر صحيح لكن صياغته مغلوطة او مكتوبة بالطريقة التي تشعرك بعِظم ما حققته جامعة القاهرة 

فالحقيقة الدامغة في هذا الأمر ان جامعة القاهرة في "ذيل" القائمة .. اي .. ربما تحتل المركز الخمسمائة شخصياً 

 حيث انه ابتداءاً من 300 و 400 فان الجامعات ترتب ابجدياً فحسب .. اي انه ليس مهماً ان ترتب هذه الجامعات في اسفل القائمة .. فكلهم متساوون تقريباً في خيبة الامل والرجا معاً ! 

قس على هذا الامر ما يتعلق بترتيب هندسة القاهرة - كوني مهندساً - وهكذا مروراً بمراحل التعليم المختلفة الى ما قبل مرحلة الحضانة .. 

وهنا يكمن السؤال الأهم .. لماذا نحن متخلفون علمياً ؟ ولماذا هم على ما هم عليه ؟ 

دعونا نختلف قليلاً ولا نأخذ الهرم من اسفله .. سابدء من اعلى الهرم من اواخر التعليم الجامعي .. وستفتح المسالك تباعاً الى ان نصل لاسفل 

حسناً دعونا نبدء بتقييم جامعة القاهرة ::

جامعة القاهرة تقع في المرتبة الـ 461 ضمن الترتيب الذي يشمل افضل 500 جامعة على مستوى العالم

 وكي نعرف لماذا نقع في ذيل هذه القائمة تعالوا معاً نعرف كيف يتم تقييم الجامعات في الأصل نقلاً عن الموقع الخاص بعملية التقييم نترجم النقاط التالية :: 

 اولا :: عن اختيار الجامعات 

- يتم اختيار الجامعات وفقاً لعدد الاوراق العلمية التي تقوم الجامعة بنشرها الى جانب عدد الحاصلين على جائزة نوبل او اي جوائز عالمية معترف بها المهم الموضوع بيصفصف على الف جامعة حول العالم .. ينشر منهم 500 هم الافضل

اذاً .. كيف يتم احتساب ال 500 الافضل ؟ لماذا الجامعة الفلانية قبل العلانية في الترتيب ؟ 

- بيرد الموقع بتوضيح شوية نقاط :: 
* ان موضوع الاختيار زي ما قلنا سلفاً بيبقى بناءاً على الاوراق العلمية المنشورة وعدد الباحثين المعروفين .. ورابحي جوائز نوبل وغيرها 
* ان مجموع الدرجات بيكون من 100 وبتتوزع على مجموعة نقاط ::
1- 10% على جودة التعليم ودي بتتقاس برابحي الميداليات في المجالات العلمية ورابحي جوائز نوبل او من قدموا من خريجي هذه الجامعات شيئاً ملموساً ومسجلاً "معترفاً به دولياً" والمعيار ده خاص بالخريجين
2- 20% على نفس المعيار السابق ولكن لفريق العمل بالكلية/الجامعة
3- 20% للباحثين المرموقين في ممجالات علمية محددة
4- 20% عن الاوراق العلمية المنشورة 
5- 20% عن الاوراق العلمية التي تم اعتمادها دولياً
6- 10% تتعلق باداء الفرد العامل بالجامعة 

مجموع البنود اعلاه تساوي 100% .. 
طيب بيعرفوا المعلومات دي منين ؟ .. المعلومات دي بتتجاب من مواقع رسمية عالانترنت او بعد الاتصال بالجامعة نفسها 


كويس جداً .. كده وضحنا ازاي بتتم عملية التقييم واختيار الجامعات .. يلا نصغر بال Scale بتاعنا ونشوف حالة جامعة القاهرة تحديداً ..

- جامعة القاهرة دخلت التصنيف ده للمرة التالته عالتوالي .. ومن الواضح ان مستواها بيتحسن على مدار السنوات ولكن ما تزال ضمن اخر مائة جامعة على مستوى هذه القائمة 

تعالوا بقى نتطور شوية في النظرة دي ونشوف .. هو يا ترى احنا ليه اصلا هنا ؟ ايه اللي دخلنا ضمن احسن 500 جامعة "بغض النظر عن موقعنا في ديل القايمة" 

اقرا بتركيز وتمعن ما كتب هنا :: 

اتلاحظ شيئاً ما ؟ 
اجل ! ماتراه حقيقي .. جامعة القاهرة هي المركز الاول من بين جامعات العالم في عدد "المعينين" من حاملي الدراسات العليا منها فيها .. سواءاً كان ذلك في مرحلة الماجيستير او الدكتوراة ! 
كما انها رقم 36 عالمياً في عدد الحاصلين على درجة الدكتوراه

اما اذا تنسى لك زيارة الموقع الرسمي لهذا التقييم فستجد ان سطوراً اقردت خاوية للجامعة حول ما يتعلق بمساهمات الجامعة العلمية ! 
زر هذا الرابط وتأكد بنفسك مما اقول :: http://www.shanghairanking.com/World-University-Rankings/Cairo-University.html


اذاً انت الان امام حقيقة مهمة .. اجتهاد الطلبة المصريين سواءاً كانوا في مراحل التعليم الاساسي او التعليم العالي هو السبب الوحيد المنطقي لوجود جامعة القاهرة في هذه القائمة .. وحيث انها الجامعة الاولى في مصر فانه من الطبيعي الا ترى اي جامعة اخرى من مصر في هذه القائمة 

المحير والمثير للشفقة هو تعاطي الاعلام المصري مع الموقف وكأن مصر قد انجزت اعظم الانجازات العلمية وغزت الكواكب خارج اطار المجموعة الشمسية حتى انه وصل الامر الا ان العاملين بالجامعة نسبوا الانجاز لادارة الجامعة الحالية بقيادة الدكتور نصار وكأن الشهرين الذين مكث فيهما رئيساً للجامعة قد استخرجوها من مستنقع الظلام .. 
ماذا بعد .. سأكتب هذا في تدوينة تالية .. معبراً فيها عن رأيي ورأيي فقط الذي قد يعتبر صحيحاً وقد لا يكون له اي مكان من الصحة اصلاً ولكم التخيل والتحليل واستخراج الحلول !